تشافيز: ننوي تأميم مناجم الذهب وإعادة الاحتياطي منه إلى البلاد

كشف الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أن بلاده تنوي تأميم عمليات التنقيب عن الذهب والتعدين، واسترداد ما قيمته 11 مليار دولار من احتياطي الذهب من المصارف الأجنبية.

وقال تشافيز في مؤتمر عبر الهاتف مع عدد من القيادات المالية والمصرفية في بلاده، تم بثه عبر التلفزيون الوطني الرسمي إننا "سنبدأ بجلب الذهب إلى مصرفنا المركزي".

وأضاف أنه "ينبغي على فنزويلا أن تنوع من استثماراتها، وتزيد من احتياطياتها في دول مثل روسيا والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا"، مبينا أن "الوقت حان واقتصاديات أوروبا والولايات المتحدة تتهاوى".

وأوضح "يجب أن تكون اقتصادات الصين وروسيا والبرازيل أكثر صلابة"، مشيرا إلى أن "عملية التأميم ضرورية، بسبب وجود الفوضى في تلك المنطقة، وكذلك المافيات والمهربين".

وبين أن "الأزمة الاقتصادية في العالم ابتلعت عددا كبيرا من المصارف في أميركا الشمالية وأوروبا لذلك اتخذنا الإجراءات لحماية الاحتياطات الدولية لكل الفنزويليين".

ويريد تشافيز إعادة أكثر من 211 طن من الذهب مخزنة في الخارج وتبلغ قيمتها 11 مليار دولار، إلى البلاد، و80% من هذا الذهب مودع في بريطانيا ومعظمها في خزائن بنك انكلترا لقاء إيجار مغر جدا للعاصمة الفنزويلية لكراكاس.

وكشف تشافيز أن "لفنزويلا احتياطي من الذهب يقدر بنحو 12 مليار دولار، وأنه لا يمكن السماح بمواصلة سحبها منا."

أما باقي احتياطي الذهب فمحفوظ في البنك المركزي الفنزويلي ويبلغ 154 طنا بقيمة 7,2 مليار دولار.

وبرر الرئيس الفنزويلي هذه الإجراءات بالأمان، الذي يمثله المعدن الأصفر، والذي ارتفع سعره بشكل كبير خلافا لأجواء القلق المتزايد على وضع الاقتصاد العالمي.

لكن في فنزويلا، يرى كثيرون في هذه الخطوة إجراء وقائيا من ضغوط على العملة الوطنية في الخارج، إذ قال مراقبون إن المثال الأخير الذي تجسد في مصادرة ممتلكات الزعيم الليبي معمر القذافي في الخارج صدم تشافيز خصوصا قبل انتخابات رئاسية ستجرى في 2012 وترشح لها تشافيز، بينما تشهد البلاد توترا كبيرا.

من جهته، رأى مدير معد التحليل الاقتصادي (ايكو اناليتيكا) اسدروبال اوليفيروس أن "مسألة الذهب هذه إجراء لا مبررات اقتصادية له بل سياسية".

بدوره، قال محافظ المصرف المركزي الفنزويلي، نيلسون ميرينتيس، إننا "نريد حماية أصولنا، التي تنتمي للشعب الفنزويلي"، مضيفا "سنقوم بذلك بشكل تدريجي، وباستخدام أسلوبا في جلب الذهب مستخدم عالمياً لأنه عبارة عن سبائك ذهبية يتم إيداعها، وينبغي علينا أن نتأكد من أنها هي ذاتها."

وكان تشافيز خلال الأسبوع الجاري، أعلن أيضا أنه يعد قانونا يهدف إلى تأميم استثمار وتصدير الذهب في البلاد لمكافحة المافيات والعصابات، التي تزرع الفوضى في قطاع لا تساهم الدولة بأكثر من 40% منه.

وبالتزامن مع كل هذه التحركات، أعلن تشافيز انه ينوي استعادة 6,2 مليار دولار مودعة في مصارف سويسري وبريطاني وفرنسي وأميركية، أو نقلها إلى مؤسسات دول "صديقة" مثل الصين وروسيا والبرازيل.

من جهتهم، قال خبراء إن "هذه الخطط يمكن قد تؤدي إلى آثار سلبية في ما يتعلق بشفافية فنزويلا، وقد تؤثر على ثقة المستثمرين، الذين تطمئنهم الاحتياطات الدولية للبلاد".

وتسيطر حكومة فنزويلا الدولة الأولى المصدرة للنفط في أميركا الجنوبية على قطاعات الطاقة الإستراتيجية في البلاد منذ 2007.

وتسمح صلاحيات استثنائية منحت في كانون الأول، لتشافيز بحكم البلاد بمراسيم بدون المرور بالبرلمان لمدة 18 شهرا.